koky عضو VIB
البلد : مصر عدد المساهمات : 444 نقاط النشاط : 1336 تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: ألهذا السبب ينتصر الإخوان دائما؟؟ الإثنين أبريل 02, 2012 10:45 am | |
| [flash][/flash]
يعني إيه الإخوان يرشحوا الشاطر؟ هما مش قالوا مش هنرشح حد؟
جلست ثالثا بين شابين أحدهما إخواني والآخر غير إخواني.. لا أحتاج أن أصنّف هوية الآخر فالبلد حاليا إما موجب وإما سالب، إما إخوان وإما لا.. كما كنا سابقا إما حزب وطني وإما معارضة.. مع فارق النزاهة بالطبع..
فوجئ الشاب الإخواني بحذر حين أعلن التلفاز عن خبر ترشيح خيرت الشاطر للرئاسة، بينما اغتمّ الآخر بلا حذر..
القلق يبرز من عينيهما والتوتر يظهر في أطرافهما، الإخواني يخاف من أن تلتصق به وبجماعته التهمة أكثر، والآخر يخاف أن يستحوذ الإخوان على كل شيء في البلد، وتُرهن بهم الثورة، هو لا يكرههم؛ فلقد وقفوا معا ذات يوم في الميادين، ولكنه لا يثق في قياداتهم.. هؤلاء الغامضون دائما الذين لا يقولون إلا أقل القليل..
بدأ ثورته قبلا كما بدأها في 25 يناير 2011:
- يعني إيه الإخوان يرشحوا خيرت الشاطر.. هما مش قالوا مش هنرشح حد؟
سكت الإخواني هنيهة قبل أن يضطر إلى الإجابة التي جاءت متطابقة مع ما سمعه لتوه في المؤتمر الصحفي:
- فيه مستجدات جديدة ظهرت على الساحة..
كلمة "مستجدات" هي أكثر كلمة سمعتها أمس.. حين تحدث نائب المرشد قالها، وحين تحدث المرشد قالها وحين تحدث رئيس الحزب قالها، وفي كل لقاء يستضاف فيه أحد من الإخوان أو من حزبهم يذكرها بلفظها، لا أحد حتى يقول "متغيرات" أو "ظروف" أو "تطورات".. الكل ثابت على كلمة "مستجدات"!
- مستجدات إيه بقى إن شاء الله؟ وكان فيه مستجدات في كل القرارات التي أخذتها الجماعة وتراجعت فيها؟؟
وعدّد الشاب غير الإخواني لستة طويلة يحفظها عن ظهر قلب:
مش هنشارك في 25 يناير ... هنشارك في 28 يناير
هننزل على ثلث مقاعد البرلمان ... هننزل على نصف المقاعد
ندعم حكومة الجنزوري ... نرفض حكومة الجنزوري
لن نترشح على منصب الرئاسة ... نعلن ترشيح الشاطر للرئاسة
يصمت الشاب الإخواني قليلا.. يبدو أنه غير مقتنع من داخله بالقرار.. لقد حمّلته الجماعة مسئولية ثقيلة أن يدافع عن قرارها وهو لا يعلم عنه شيئا بالأساس.. لقد تفاجأ مثل الجميع وعليه أن يبرر ويدافع ويحمي جماعته وهو لا يدري لماذا؟؟ إنها الثقة.. هو يدرس الثقة منذ انتظم مع الجماعة، ويعرف أن الجماعة لا تخطئ، عفوا لا أحد لا يخطئ، ولكنه يقصد أن الجماعة تتخذ قراراتها بعد دراسة مستفيضة.. لديها قياسات دقيقة لنبض الشارع، ولديها مراكز لدعم اتخاذ القرار، ولديها مجالس في كل شيء وكل مكان، لا يمكن أن يكون قرارا عبثيا أو غير محسوب..
لقد ظل يدعو طيلة الأسبوع الماضي أن يوفّق الله الجماعة لتتخذ الصواب، هكذا طلب منه مربوه وأساتذته، وهكذا يفعل، لكنه كان يدعو باستمرار أن يكفي الله الجماعة مشقة التراجع عن قرارها السابق، كان يدعو الله أن يوفّق مرشده ورجاله إلى الصواب، ويحدده سلفا في ضميره بأنه عدم الدفع بمرشح..
وكذلك يثق بأن قياداته لم يكونوا يكذبون عليه.. لم يكن في نيتهم بالفعل الترشح على منصب الرئاسة، هذا أسلم، وأنجح؛ ولكنهم لم يجدوا مفرا.. ثم لمعت في ذهنه الإجابة..
- الإخوان دوروا على حد يقبل يترشح ويدعموه من خارج الإخوان لكن ماحدش رضي.. والمطروحين كلهم مش مناسبين..
قال العبارة الأخيرة بصوت أقلّ، ربما لأنه غير مقتنع بها، بالتأكيد هناك من بين المرشحين الحاليين من يصلح كمرشح يُدعم.. هناك ثلاثة إسلاميين لكل منهم مع الإخوان صولات وجولات؛ أبو إسماعيل رشّحه الإخوان في برلمان 2005 وهو نجل قيادي من أوتاد الإخوان.. العوا محسوب بقوة على أفكار الشيخ البنا وجماعته، أبو الفتوح عضو سابق بالجماعة وعضو بمجلسها المصغّر أقدم من الشاطر نفسه..
- طب وأبو الفتوح؟ مش ده اللي خلى الجماعة فصلته ودلوقتي جاية تعمل اللي قال عليه من زمان؟
- لا أبو الفتوح خالف إجماع الجماعة بعدم الترشح، ومش ممكن الجماعة تتنازل وتتراجع عن قرارها لشخص..
- أمال تتنازل بس عن مبادئها ووعودها!!
في التليفزيون كان السائل يسأل عن موقف الجماعة من أبو الفتوح فكانت الإجابة الرسمية:
- فصل أبو الفتوح كان بسبب مخالفته لقرارات وأدبيات الإخوان..
لم أفهم معنى كلمة "أدبيات الإخوان".. لكن وجود "المستجدات" جعلني لا أسأل؛ لأن الشاب الإخواني يقع بين شقي رحى؛ فقد تجمهر الشباب من حوله وهو لا يدري بماذا يردّ وحده..
البعض تحدّث عن صفقة طويلة الأمد وكثيرة الفصول بين الإخوان والمجلس العسكري، والبعض تحدث عن رغبة جارفة في الانتقام من أبو الفتوح، البعض تحدث عن استقواء وغرور قوة من جماعة زعمت سابقا إنها "لو رشحت كلب هينجح".. والفتى يردّ بكل ما أوتي من قوة..
أعجبتني قناعته التي لا تتزحزح بفكر جماعته، وثباته على الولاء لها رغم كل ما تتعرض له، أعجبني أنه تربى على الثقة إلى هذا الحد.. أعجبني نزوله على قرار الأغلبية الذي لا يجاوز الأصوات الأربعة.. أعجبني حقا موقفه رغم ضعف موقفه..
يقول حسن البنا: "وأريد بالثقة اطمئنان الجندي إلى القائد في كفاءته وإخلاصه، اطمئنانا عميقا ينتج الحب والتقدير والاحترام والطاعة... والقائد جزء من الدعوة ولا دعوة بغير قيادة، وعلى قدر الثقة المتبادلة بين القائد والجنود تكون قوة نظام الجماعة، وإحكام خططها ونجاحها في الوصول إلى غايتها، وتغلّبها على ما يعترضها من عقبات وصعاب".
ألهذا السبب ينتصر الإخوان دائما؟؟
الإجابة داخل صناديق انتخابات الرئاسة.. | |
|